الاثنين، 3 ديسمبر 2012

فاتحة:



باسم الحق الذي نعبد

الحمد لله الذي من على فقهائنا الأجلاء حتى اجتهدوا ببيانهم

ومنطق فطاحلة مفكرينا حتى تفلسفوا ببرهانهم
وألهم العارفين منا بالله حتى جذبوا بعرفانهم
فالحمد له على  بيانه وبرهانه وعرفانه:
 سفننا في بحورآلاء كونه وآيات قرآنه
فاللهم ألهمنا حكمتك البليغة
واجعل كتبنا حكما لا لغو فيها ولا ضلال
ووفقنا للعمل بما نقول يا الله يا واحد
يا مليك يا مقتدر
فكفانا فخرا أن تكون لنا ربا
وكفانا عزا أن نكون لك عبيدا
فاللهم أنت لنا كما نريد
فوفق أمتنا كلها لما تريد
واجعلنا من جنودك الممهدين لمهدينا
يا مريد يا حق يا حميد...
فاللهم قد ضاقت بنا السبل
وانهزمنا بعتاد عدونا والحيل
وشتت جمعنا.. وقل صالح العمل
وتعصبت قلوبنا وانسالت منا المقل
ولا رجاء لنا إلا نصرتك
ونصرك نصرتنا لكتابك
اللهم فأعنا على إعلاء كلمتك
حتى تكون العزة لأمة عبادك
يا الله يا رحمان يا قوي
وصلى الله على الشفيع محمد.
وعلى الآل والصحب .
أما بعد :

سلام الله تعالى عليكم ورحمة منه تعالى وبركات.

في تعاسة وشقاء وحزن وهزيمة وشتات الأمة ..وبفقه القلب ولغة العقل ..وبالأمل الذي تخافه اليوم كهنة الصهاينة وهو ظهور مهدينا المنتظر عليه السلام..وفي محنة القبضة الهستيرية التي تحاول أن تستحكمها فينا إسرائيل بأمريكا : يكتب هذا المدخل لعلم التبشير بالمهدي وعيسى عليهما السلام وبالتدافع الحضاري كضرورة  ..وكل رجائنا الحفاظ عليه بعناية في أرشيفكم لعل أجيالنا القادمة تفقهه أكثر لأنه سيكون واقعها المرئى.ولأنه رسالة مستقبل الهزيمة بالنسبة للصهاينة لكن:« إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا »

فأمل كهنة الصهاينة أن يسبق دجالهم مهدينا استعدادا للغدر بعيسى عليه السلام مرة أخرى عند نزوله كما يعتقدون..لكن :هيهات  ويالحسرتهم  وقتها ..
والمدخل يدعوا لأدوية الإسلام بالقرآن كله كطبيب: أمام هذه السيدا الصهيونية التي حكمت على جيلنا وأجيال ماضية وأخرى لاحقة بهزيمة نكراء: وعلى كل المستويات..
وحسب اعتقادنا فإن هذا المداوي بقرآننا الكريم كله أمام هذه السموم العولمية الصهيونية لن يكون غير مهدينا عليه السلام: كما تملي العديد من الأحاديث..
 فهو لن يظهر حتى يستحكم الكافر قبضته على الأرض.. ويكون فساد ليس وراءه فساد..وها قد بدأ هذا الإفساد واستفحل ولاتحاول اليوم الصهيونية إلا عولمته.. 
ونهاية هاته العولمة المفسدة عندنا:هي بداية عالمية المهدي المنتظر..ولهذا كانت مدرستنا التفعيلية هاته: مدرسة الأنوار  العرفانية للتدافع الإسلامي من أوائل المبشرين سنيا بالمهدوية القادمة كعلم مستقبلي..فنحن ننتظر المهدي عليه السلام.. لكن ليس بأيادي فارغة بل بمشروع مهدوي نحن موقنين أن المهدي عليه السلام سيسعى لتطبيقه ولو لم يطلع عليه ..لأنه استنباط عرفاني من القرآن والحديث والواقع وبإشكالية الجهاد الحضاري على كل الواجهات.. وبنية كبرى هي إعلاء كلمات الله تعالى.. وتلك أوصاف قومة المهدي عليه السلام التي نعلنها من اليوم تحت شعار:
{ لنجاهد حضاريا  وعرفانيا انتظارا لمهدينا  عليه السلام}
 فالجهاد الحضاري ربانيتك الحضارية أخي المسلم فلترفع همتك بالقرآن:
افتتاح :
ما من أمة من الأمم:إلا ولها قيمها الخاصة التي تحدد بها حضارتها ونظرتها الوجودية لكل العالم..
وكل أمة إلا وتسعى لترسيخ هاته القيم في مجتمعاتها حتى تتناسق كل أجزائها أولا..ثم لتثبت وجودها حضاريا وعالميا..
وكل أمة ليس لها نظرتها الوجودية الخاصة هاته:إلا تلاشت أطرافها.. وذل عزها.. ومزق شملها..وتخلف ركبها.. وقزم ناسها على كل المستويات..كما حال أمتنا الإسلامية ولا أقول العربية فقط...
وحينما نمحص خبر تخلفنا هذا على كل هاته المستويات بأسئلة عميقة وعديدة وموجزة كـ :
لماذ ابتعدنا عن حكمة وجواهر القرآن الحكيم؟
هل القرآن كتاب حضارة؟
لماذا هدمت حضارة الإسلام؟
هل بإمكان الأمة أن تعيد عزها بعيدا عن تحكيم التنزيل؟
ولماذا كل هاته المصائب المتتالية في الأمة؟......
ونجيب بإيجازأكبر :
أن القرآن الكريم فعلا بنى حضارة إنسانية بليغة لكل الناس وليس فقط للمسلمين.. ولا زال الإنسان ينعم بماديتها لحد الآن..
لكن الإنسان اليوم قد تخلف عن جانبها المعنوي وجواهر قيمها.وسماوية رؤيتها.وخلد حتى المسلمون للأرض.
وذلك لأسباب عديدة مرتبطة بمرض أمة القرآن :التي عوض أن تكون هي الطبيبة الشافية:أصبحت ذبابا يتهافت على موائد الآخر ليبلع من كل مائدته: لحد أكل الخنزير والعربدة بالنبيد وتباهي شبابنا بميوعتهم ونساءنا بعوراتهن.. وتهافت حكامنا على مزابل هاته الموائد ظنا أن خير الدنيا في فلسفة الكافر لا في كلام الحق سبحانه...حتى أن قمم مؤتمراتنا الإسلامية نفسها لم تعد إلا محفلا لطروحات علمانية بعيدة عن الحل القرآني الذي من آياته :" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون/الفاسقون /الكافرون " تماما كقوله تعالى :" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " أي أن يغيروا من طباعهم السيئة وتكون لهم إرادة الإصلاح بالقرآن.. لا الترقيع ببرامج الغير البعيدة عن قلوبنا ولو اقتربت من بعض عقولنا التي تغربت وللأسف :
فصارت علومنا الدنيوية كلها مرتبطة برؤية الكافر الدنيوية لا بسماوية الرؤية القرآنية.ظنا أن التقدم فقط هو تقدم الإقتصاد حتى ولو هدمت قلوب وعقول كان أجدادها من الراكعين الساجدين ومن الصالحين والمصلحين .
ولتهدم وللأسف كل سماويتنا الروحية والقلبية رغم غنى العديد من دويلاتنا الفاحش ماديا.
فالحضارة الإنسانية اليوم بخير ماديا..ولا ينقصها إلا اقتصاد عادل يهد استغلالات الإمبريالية وتعسفات الظلمة لشعوبهم وللدول .. ليصير الفقر عارا كما العبودية سابقا..فقد كانت العبودية في الماضي من مسلمات الحياة وها قد فنت اليوم ولا يقبلها أحد..فكذلك سيصير الفقر عيبا حتى لا يجد الغني من يقبل زكاته ولو ذهبا:كما تملي ذلك العديد من الأحاديث الشريفة.فمرضنا مستقبلا ليس اقتصاديا كما يتخيل البعض: بل مرض حضارتنا الأكبر دائما هو مرض إنسانها :حيث غابت عن هذا الإنسان نظرته السماوية واثاقل الكل إلى الأرض.
فالأمة الإسلامية التي هي رسولة كل الأمم: يجب أن تكون حقا رسولا لكل الإنسانية : فعليها تبليغ كنوز الرسالة القرآنية لها  ولكل العالمين..لكنها الرسول الوحيد الذي كفر بربه وتخلى عن وظيفته السماوية ليعيش بهيمية الأرض وللأسف.
وكل مسلم فينا مسؤول..
 لكن المسؤولية العظمى على من تخلوا عن وظائفهم  في تحكيم التنزيل والتحكم والحكم به والإصلاح باجتهادات مبادئه لا ارتجالات الواقع الجارفة..  ثم بعدهم يتحمل المسؤولية كل قادر على تغيير المنكر ولم يفعل..وأهم وظيفة لنا حكاما ومحكومين وإسلاميين ومسلمين هي  نصرة القرآن بكل واقعية وعلمية وتدرج. لكن أيننا من هذا وحتى الأحزاب المنادية بالمذهبية الإسلامية في أوطاننا قد تخلت عن نصرة القرآن لتنادي بدولة الحق والقانون والديمقراطية بمفهومهما المغالط لحقيقة شورانا الإسلامية ؟..وتماما كما خطط الصهاينة وكما تشهد بذاك بروتوكولات كهنتهم كما ستقرأون في هذا الكتيب.
فاللهم صل على محمد طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها..ولو كانت لي دعوة مستجابة لدعوتها لأمرائنا ألهمهم الله جهادنا الحضاري نحو قومة المهدي  عليه السلام. لأنه أملنا الأكبر ولأن كهنة اليهود يتخوفون أشد التخوف من ميلاد المهدي قبل الدجال :
لكن المهدي سيسبق الدجال كما تؤكد العديد من الأحاديث النبوية..
فلا إصلاح مستقبلا لأمة القرآن إلا بالقرآن كله سنيا ..
وتلك قوة المهدي وركبه عليهم السلام. 
وسيزع الله بالسلطان المهدوي ما زاع بالقرآن.لأن السلطان سيعود قرآنا بحمد القوي المتين.
وينحصر موضوع مدخلنا هذا  في:
1 الإندار بالخطر الصهيوني الآني والآتي وحلمهم بقدوم دجالهم الأعور الكذاب


2 التبشير بقدوم المهدي عليه السلام قبل ذلك

3 النداء علميا لتدافعنا الحضاري أمام هذا الخطر الإبليسي القادم والحالي .بعد موجز لإشكاليتنا كأمة.

وسلاح هذا التدافع الذي بقي في أيدينا بعد أن انهزمنا على كل الواجهات تلخصه قاعدتنا المذهبية هاته:
سلاح تدافعنا الحضاري هو: تطبيق قرآننا الكريم بكل علمية نحو قومة إسلامية راشدة :سيكون مسكها ظهور مهدينا عليه السلام بعد سطوة العولمة الصهيونية التي نحن في انطلاقها ..وحقبة ما بعد الصهيونية وعولمتها..
ولا أمل إلا في تنزيل القرآن بكل علمية وسنية على الواقع وبكل تدرج ..مما يعني وعي كل ذوي الألباب وكل ذوي الأمر بوجوب إعداد مشروعنا الحضاري لما بعد الصهيونية..وهذا  المشروع جاهز مبدئيا فهو قرآننا الكريم ..
لكننا نفتقر للغة تنزيله باجتهادات تعالج كل مواضيع العصرإسلاميا .
فحلل وناقش تتضح لك الرؤيا بجلاء.
ونحن نعلم أن المهدي عليه السلام سيأتي بعد أن يطغى حقا ظلم بني صهيون وتتمكن منا عولمتهم ..كما سنؤكد لاحقا.
ولهذا نتدافع باسم الله الرحمان الرحيم لنقول أننا في زمن انتظار مهدينا عليه السلام : بتدافع حضاري علمي رزين : ينبئ مسبقا اليهود بأن كهنوتهم خسر الدنيا والآخرة.
وتدافعنا الحضاري المهدوي هذا سيكون ختامه ظهور العلامات الكبرى للقيامة وهي الدجال ونزول عيسى وياجوج وماجوج ثم شروق الشمس من مغربها لتبدأ القيامة المادية بعد القيامة الصوفية والحمد لله فلقد خسر هنالك المبطلون ,,
فالسر من  وجه النبي اشتاقنا       والعلم منا دافق نحو الهنــا
فلنقحم الصهيون بشرى نـارنـا       ولنفتح الأبواب نحو جناننا
وبإيجاز كبير:
إن ميزة مدرستنا : مدرسة الأنوار العرفانية للتدافع الإسلامي : التحفيز العلمي والعملي للمشروع المهدوي عبر حركية إسلامية حضارية عالمية علمية: مازجين بين الرؤيا الغيبية  بكل عرفان والرؤية العلمية البرهانية بكل بيان ...وهاته قاعدة مذهبية لنا .

أولا :إشكالية أمتنا :بإيجاز :

الإشكالية هي مجموعة من المشاكل مترابطة فيما بينها يمكن أن تحل كل مشاكلها بحل بعضها..ونحصرالمشاكل الكبرى لأمتنا  في المعضلات التالية :


ــ تخلف الأمة الإسلامية على كل المستويات الأمر الذي جعلها عاجزة بالكل على التدافع، وزاد من تكريس شتاتها.

ــ عدم وجود نظريات عميقة باسم الأمة كلها.وتنظير كل وطن لشعبه لحد تنظير الأمة العربية لقوميتها فقط.مع افتقار الحركة الإسلامية لمذهب فكري شامل.
ــ نجاح المخططات الصهيونية القديمة في تحقيق العديد من أهدافها داخل الأمة : حيث تعد المسؤول الأول على هدم الخلافة العثمانية وتكريس هزائمنا لحد الآن.
ـــ فساد العديد من المسلمين عقليا وقلبيا وروحيا.. وضعفهم أيضا بدنيا وإقتصاديا.
ــ اندثار الرؤيا الوجودية القرآنية لدى معظم المسلمين: بما في ذلك العديد من العلماء الذين لايحللون إلا من خلال نافذة اختصاصهم: مما أفقدنا الرؤية الشمولية لكل إسلامنا الحنيف.
ـــ اقتناع معظم ملوكنا ورأسائنا بعدم نجاعة بديلنا الإسلامي وتهافتهم على حل الأزمة كما يتصورها الآخر:والذي كان سببا فيها : مما يزيد من تكريسها.
فمعظم العقول المسؤولة عنا اليوم  مغربة..
ــ مرض الإسلاموية ..وآفات التسلفية الضيقة التي تطبث عمل المومنين حقا بالمذهبية الإسلامية .
ــ فساد الفتاة المسلمة :مما أفسد الأمومة ثم الأسرة.
ــ أزمة التربية : فالمدرسة والثانوية والجامعات تعلم ولا تربي..والمسجد يخاطب ولا يربي ..والعديد من الأسر تذلل ولا تربي ..مما جعل تربية الشارع والنوادي والتلفزات فقط هي التربية السائدة..
ــ معاناة العديد من المسلمين من الفقر رغم ثرائنا الطبيعي وذلك لغياب توزيع عادل لثرواتنا .
وهضم حق الفقراء في الزكاة ومؤسسة بيت المال.
ــ وجود العديد من الصراعات بين أو داخل معظم البلدان العربية .
ــ تخلفنا العلمي حتى أن جامعاتنا تسجن الإسلام في بضع شعب.
وهناك العديد من المشاكل الأخرى لكننا نومن بأن حل هاته المشاكل كاف لحل كل الطوق الحديدي الذي تكبلنا به الصهيونية بتخطيطاتها السرية والعلنية لحد رسمها خرائط لمستقبلنا...
والتي تعد إملاءات  صهيونية لتكريس تفوقهم لأبعد مدى.. والمعلن منها فقط تكتيك للقضاء على تلاحمنا وتلاحم الشعب الفلسطيني بخطة طريق غير معلنة.. 
فباطن خططهم والله أتعس من ظاهرها. وستحقق.. 
لكننا « نسعى لهدف مبدئي واحد اليوم هو : التوريث الإستراتيجي لقضيتناالفلسطينية ومشروع مدرستنا علميا : ضد هاته العولمة الماكرة والمستبدة : وذلك من مستلزمات النهضة المهدوية القادمة : 
فالمهدي بحول الله تعالى :شخص واحد سيطلب العلم العملي والعميق لإسلامنا الحنيف: وله نعبد  طريق العلم و النصر إن شاء الله تعالى..
وما علينا كمهدويين إلا زرع الفكرة وتقديم الرؤيا والكمال على الله : وهاته من إحدى قواعدنا.
ولهذا سترى أخي المهدوي أن إشكالية الأمة متشابكة بكل المشاكل التي يمكن أن تخطر على محلل اقتصادي أو مفكر اجتماعي أو فقيه بالعلوم الإنسانية أو عالم مسلم.
بل وإشكاليتنا البينة اليوم تتمثل في : أن أزمتنا التاريخية جعلتنا  قابلين للغزو الإمبريالي الجديد باسم العولمة والتطبيع التطويعي القادم كما يخططون..
وها قد فقدنا بهم أقوى دولة عربية{العراق} وأعتى قوة إسلامية {أفغانستان} :فسوريا وليبيا ثم كل وطن يبرز من بيننا .
بل وفقدنا مواقعنا الإستراتيجية كلها بدخول القواعد الأمريكية للشرق الأوسط والمغرب العربي.. 
ليصيرفرض إسرائيل تطبيعها التطويعي علينا مسلما به وحتميا لولا مقاوماتنا الفلسطينية.. الأمور التي جعلتنا نجزم بالجملة التالية  كقاعدة :
« هناك إملاء صهيوني يملي على أمريكا وحلفائها : الإستعمار المباشر لكل العالم الإسلامي مستقبلا : مما يوجب على حكامنا دهاء دبلوماسيا في مستوى الدهاء الدبلوماسي المصري والمغربي مثلا.. ومبدئية في مستوى العزم الإيراني والفلسطيني : بشرط التصالح مع القرآن الحكيم بكل حكمة وتدرج »
فنحن مستعمرون لامباشرة لكن المخطط الصهيوني لا يقنع إلا بالإستعمار المباشر.. ويتخذ لهذا كل الوسائل : بما في ذلك أعتى سلاح ضدنا وهو المنظمات العالمية التي أسست بوحيهم..
بل ويحاولون اليوم تجديدها لمقتضى مطامعهم ومطالعهم الجديدة فينا : وذلك عبر سعيهم الجدي في القضاء على عقل النهضة الإسلامية :التي حولوها لخريف عربي وثورات واهية..
 ليشمروا اليوم على محاربة التعليم الإسلامي في كل مستوياته.. عبر التداخل حتى في برامجنا التعليمية والتربوية..
لأنهم يعلمون أن قوة المسلمين في المبادئ والأخلاق والعلوم والقناعات والعقائد أولا .
فقناعة المبدأ هي البانية لكل مستقبلنا الإسلامي إن صدقنا .
وهاته بإيجاز هي المحاور الكبرى لإشكاليتنا كأمة مسلمة لا ولن يسجد المخلصون فيها لغير وجه الله القوي المتين.
ولحل هاته الأزمة نجزم بهاته القاعدة   :
« لن تفلت الأمة من القبضة الصهيونية الشرسة إلا بالتدافع الحضاري بالقرآن الكريم كله سنيا : عبر إعداد مشروع حضاري  يقدم الإسلام بكل علمية داعيا لكل المذهبية الإسلامية كبديل لما بعد الصهيونية، ولو بلغة علمانية..ومهمتنا اليوم التخفيف من حدة هاته القبضة بكل ديبلوماسية ومبدئية : وذلك بفرض هدنة معاشية بيننا وبين   كل  الغرب : كما قال الرسول صلوات الله عليه..
 وقد سماهم ببني الأصفر..
بل وفي الوقت الذي تفيض فيه الصهيونية بمشاريع عالمية ومخططات شبه علمية وبينة للسيطرة على كل  العالم ..لا نملك كأمة مستهدفة اليوم : ولو مشروعا تنظيريا على الأقل للدفاع لاأقول عن كرامتنا المداسة بل عن دماء أطفالنا ونسائنا وأحفادنا من المجازر القادمة : وما فلسطين وأفغانستان والبوصنة والهرسك والشيشان والعراق والسودان وسوريا والصومال إلا بداية..
فلا بد إذن من التدافع الحضاري لأن الصهيونية منتصرة لحد الآن في كل تخطيطاتها المحكمة: لاستعباد بل واستحمار العالم مستقبلا .
لكن العقبة الكؤود أمام بني صهيون هي: عقيدة المومنين بالمشروع الحضاري لمذهبيتنا الإسلامية : والذين سيظلون كذلك حتى قيام الساعة لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى تقوم الساعة : 
وأولى العلامات الكبرى للساعة ظهور المهدي عليه السلام..
أما علاماتها الصغرى فقد ظهرت كلها تقريبا.
ولكن العقبة الكبرى أمام هؤلاء المومنين هم منافقي الأمة :  الكافرون بالعديد من آيات القرآن والعديد من السنن النبوية: رغم ادعائهم شكليات التدين : 
بل ورغم تسلق بعضهم باسم المذهبية الإسلامية..
فالإيمان بالمهدي عليه السلام :يفرض علينا :التمهيد علميا وحركيا وعمليا لنصرته :وبكتاب الله وسنة رسوله صلوات الله عليه ..وبكل تفتح ولطف وقوة كما هو منهجه:
 مما يلزم كل مسلم :بالإيمان بالقرآن ككتاب حضارة عالمية  مقبلة حتما وبكل إنسانية:
لأن النصر القادم انتصار لعالميتنا الحقة على كل العولمات الزائفة المنتصرة اليوم علينا وفي كل المجالات وللأسف
بل والنصر المهدوي القادم ليس نصر إنتقام بل نصر رحمة ونهايات للدنيا بأسرها ،ونصر تمهيد لسلام عيسى عليه كل السلام.
وهاته أيضا قاعدة لنا .

ثانيا :الوحدة بالمذهبية الإسلامية مبدأنا العالمي :

كثيرون هم أولئك الذين لايعون بأن التفرق ضعف للأمة .. وبأن الإقتناع بالرأي الواحد  ضلال . لأن العديد من آيات القرآن نفسه لها كثير من مستويات التفسير.. ونسياننا لحكمة: في اختلاف الفقهاء رحمة : ضلال وجهل بشمولية ديننا الحنيف..


فالعلماء والفقهاء والمجتهدون والمفكرون حقا وإن اختلفوا لا يتخالفون ..
« فالإختلاف سنة صحابية والخلاف نزعة جاهلية .. 
 لكن لا اختلاف في  القرآن الكريم  والأحاديث الصحيحة إلا فهما : وكل ما دونهما يناقش.. إذ هناك مذهبيات تاريخية لا مذهب واحد.. 
ولا يمكن أبدا تحريم المذهبية بل يجب تأطيرها علميا وبكل تجديد .. كما لا نقول بإطلاقية الحقيقة في مذهب واحد..
 بل نومن بتكامل الحقيقة عبر نسبيتها في كل مذهب:  
وهاته قاعدة مذهبية لنا أيضا .
فالإختلاف الفقهي مثلا جاء نتيجة العديد من المميزات نجملها في :
ــ اختلاف بيئة مكة والمدينة التي اجتهد فيهما الإمام مالك المتشبت أكثر بالنص: لأن واقعهما أقرب للواقع النبوي :من  بيئة الشام والعراق اللذان أثمرا رأي الإمام أبي حنيفة ثم علوم الإمام الشافعي الذي حاول أن يوافق بين مدرسة الرأي الحنيفية ومدرسة النص المالكية : ووفق بحمد الله تماما كما الإمام أحمد بن حنبل :الذي تتلمد على يد الإمام جعفر الصادق إمام الشيعة لمدة سنتين حتى أنه كان يقول :  لولا السنتين لهلكت :
ثم ليأتي بعدهم الغزالي بشمولية أكبرلفقه الباطن.
وهكذا نرى أن الأئمة قد كون بعضهم بعضا واختلفوا بتنوع لاتضاد فيه .. فالظروف التاريخية والجغرافية تلعب دورها الكبير في تقنين وتطوير الإجتهاد .. حتى أن الدول الإسلامية على مر التاريخ - وإن كانت كل منها تميل لاجتهاد لحد تبني إمام واحد  -فإنها لم تلغي أبدا أيا من المذاهب..
"وهكذا يتبين أن المذهبية الإسلامية مالكية حنفية شافعية حنبلية جعفرية غزالية . .وتتتالى إجتهادات العلماء العاملين : قبلهم وبعدهم ..
وهذا هو الإطار الأكبر الذي تعوم داخله كل تياراتنا ..وما الأئمة الذين أتوا بعد هؤلاء إلا مجتهدون داخل هاته المذاهب . وهذا هو إطارمدرستنا الفكرية (أقول الفكرية لا الفقهية).
إذ يجب علينا الوعي بأن التاريخ والجغرافيا يؤثران في الإجتهاد : فلكل مذهب تاريخه وجغرافيته : مما يجعل وحدة المذهبية الإسلامية وحدة  تنوع وتلاحم واختلاف لا شتات تناقض وتضاد وخلاف."
وهاته قاعدة أخرى لنا .
فمدرستنا مدرسة الأنوارالعرفانية للتدافع والسلام الإسلامي: تسعى لأكثر من وحدة المذاهب الإسلامية إذ  نسعى لوحدة الفكر الإسلامي مع العلوم الحقة كلها :
 ولهذا نحاول التوفيق حتى بين العلمانية والمذهبية الإسلامية منتقدين لأخطائنا وأخطاء العلمانيين على السواء: ولهذا :
 تسعى مدرستنا لأسلمة العلوم وعلمية الإجتهاد بهدف تقديم منهج عملي ـ وبالقرآن كله سنيا ــ داعين للوحدة العملية بين كل العاملين في الحقل الإسلامي - وبإيمان علمي بأن الوحدة على الأصول كافية مهما اختلفت الفروع وتنوعت..
بل والتوحد على العمل بالأصول يوحد العلم بكثير من الفروع .
وهاته قاعدة أيضا لنا.
لكن أمام هاته الغاية إشكالية الكفر بكتاب الله ككتاب حضارة وإصلاح..:

ثالثا :إشكالية الكفر بالكتاب :

إن من أهم ركائز الإيمان الست في الإسلام : الإيمان بكتب الله:  وما دامت كل الكتب السابقة منسوخة بالقرآن الكريم: يبقى الإيمان بالكتب كلها :هو الإيمان بهذا القرآن الكريم .
فما معنى هذا الإيمان؟ :


فمثلا: حينما آمن الشيوعيون بكتاب الرأسمال الماركسي ..فإنهم درسوه وآمنوا بمراميه وخططه وكل فلسفاته حتى استطاعوا أن يبنوا أحزابا وأمما اشتراكية لها رؤيتها وفلسفتها الخاصة.. وكذلك فعل الليبراليون انطلاقا من كتب الكلاسيكيين حتى منظري ما بعد الحداثة :ليسيطروا ولحد الآن على كل العالم علميا:وعملا بمدارسهم المتشعبة بشتى العلوم..وكذلك كان إيمان المسلمين الأوائل بكتابنا المقدس ..فالإيمان الحق بأي كتاب يعني:
ــ دراسته    ــ فهمه   ــ التشبت بمبادئه   ــ العمل على تطبيق مستلزماته الفردية والإجتماعية فالعالمية    ــ الدعوة له .
وهكذا كان إيمان الصحابة رضوان الله عليهم بالقرآن الكريم: فلم يكونوا يومنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض كما حالنا اليوم.:
فهناك من المسلمين اليوم من لايومن إلا بالعمل الفردي.. وتبقى كل الآفاق الأخرى للإسلام معطلة في فكره وقلبه رغم ترتيله للعديد من الآيات الحاثة على نصرة الله كقوله تعالى :
إن تنصروا الله ينصركم..

ونصرته سبحانه تعني أولا نصرة كلماته حتى تكون هي العليا .

لكن وبعكس هذا : تسعى الأمم الكافرة لإعلاء كلمتها لا على فلسفاتنا القومية فحسب : بل حتى على كتابنا المقدس لحد زجر العديد من دويلاتنا ووعيدها إن هي حاولت تعميق التعليم الإسلامي.. 
بل وهناك توافق بين العديد من دولنا والغرب على ألا ندرس الإسلام كاملا : ونكتفي به كمواد لشعب معينة لا كمنهاج حضاري مجتمعاتي باني للعقول والقلوب والمجتمعات..
 فالتعليم التربوي هو المنبر الوحيد للإصلاح إسلاميا ..
 لكن معظم حكامنا لا يومنون بالقرآن ككتاب إصلاح وصلاح وحضارة : له في كل علم من العلوم رؤاه الخاصة.. وله في كل قضية حكمه وأحكامه..
ولهذا يجب أن تدرس مذهبيته الإسلامية  على الأقل كما تدرس كل المذاهب الأخرى..
لكن السياسات الإستكبارية تحاول طمس أي تعليم إسلامي حضاري مقبل:لحد محاربتها للتعليم الأصولي باسم الإرهاب: وبالرغم من  جمود هذا التعليم ورغم كل مشاكله..ورغم شروده عن العصر..
بل والقوى الإستكبارية هي اليوم من توجهه لكل فتننا الداخلية:
وليختلط علينا الحابل بالنابل والحق بالباطل :
الطامة التي استساغها العديد من حكامنا ليهمشوأ كل الوعي الإسلامي كوقاية من كل مخاطره ...
فهناك إذن كفر بالكتاب عند العديد من المسلمين: ومن الحكام حتى أقل الحركات المجتمعاتية..بل ولحد المسلم العادي الذي لم تبق له أية علاقة بالقرآن الكريم ..
 بل ويعده كتابا للصلاة والجنائز والتبرك فقط : لينطبق علينا جميعا قوله تعالى :"ولا يومن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون
فتفضيل أي حل للأزمات دون تفتح على الحل القرآني سنيا يعد: كفرا بالعديد من آيات الذكر الحكيم 
ومن لم يومن بالعمل بالكتاب تدريجيا ، وعلى كل المستويات.. وفي كل المجالات غير كافرا به.. فهو به  جاهل:
فأكبر ظلم لنا كمسلمين هو هضم حق الله في التشريع لنا.. وعدم اتخاذ القرآن كتاب إصلاح: لا كتاب تبرك وطقوس تعبدية  كما  يروج كل من ليس له إيمان بالعديد من الآيات والسور القرآنية.
وكل من ليس له وعي بسنن الرسول صلوات ربنا عليه: كقائد وحاكم وسياسي وقاضي وإمام ومربي..
وكلها وظائف لها آياتها وأحاديثها.
فحتى لا نكون من الكافرين بالقرآن فرديا يجب :
أن نربي عقولنا حتى تكون إسلامية
ونربي قلوبنا حتى تكون إيمانية
وأرواحنا حتى تكون شفافة صافية
ثم ندافع على أن يكون القرآن كتابا توجيهيا لنا..وفي كل المجالات.
لأن العدو الصهيوني يومن بأن لانجاح له إلا بتخريب إنسانية المسلم ..
فللإسلام بناؤه الخاص للإنسان والمجتمع والأمة : ومن لم يبن عقله وقلبه وروحه ومجتمعه بالإسلام : فهو محطم باطنا مهما برق الظاهر: وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة : ...
فجمال الجسم وحسن التعبير ليسا عنوانا على الإنسانية في الإسلام : بل ومن لم يحاول أن يكون عقله مسلما وقلبه مومنا وروحه صافية من كدر كل الدنيويات فهو كافر بنسبة  ما أو جاهل. 
بل وإذا كان مسؤولا: ولم يتخذ منبره أداة لإعلاء كلمة الله: فهو يعلي فلسفات الكفر:الهدامة لنا على المدى البعيد:مهما بدت متماسكة مع العدالة والخير ظاهرا...
فكل علوم الغرب في أحقيتها دخن عدا العلوم الحقة.
 لكن وللأسف وحتى نكون منصفين:
 لن يستطيع أقوى حكامنا اليوم أن يفوه بأنه مصلح إسلامي ويتخلى عن علمانيته المفروضة : وإلا خربت دويلته وللأسف...
بل وهانحن نرى العديد من السياسيين الذي كانوا يناضلون للمذهبية الإسلامية يتخلون عن كل مبادئهم : ويتسلقون كإسلاميين بل كإسلامويين: ودون حقائب ربانية.
فحتى لا نكون كافرين بالعديد من الآيات يجب أن ندرس كل علوم القرآن والسنة والفكر الإسلامي وعرفان حكمائنا ما استطعنا..وإلا سنظل معطلين للقرآن حكما وفكرا وقلبا وروحا.. فلا حضارة لنا دون هذا البناء.. ولا عالمية ولا وحدة لنا كأمة : 
ولهذا أسسنا فقهنا الحركي كمدرسة إصلاحية ..
بل ولكل هذا كان : كل مشروعنا الإصلاحي..
فالرسول صلوات الله عليه  أكد بأن طائفة الحق ستظل محافظة على مذهبيتنا الإسلامية كاملة وعلى تشبتها بالقرآن سنيا وبكمال حتى بعثة المهدي عليه السلام:
" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى تقوم الساعة"

رابعا :إشكالية الكفر بعالميتنا :

 وأن هذه أمتكم أمة واحدة
و جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا:


فالشعوب المسلمة أمة واحدة يجب أن ترتبط بكل علاقات المعروف كما تملي الآيتان الكريمتان .
لكن أيننا من الوحدة؟ 
بل وأيننا من هذا المعروف؟
وهما الركنان الأساسيان لبزوغ عالميتنا كأمة تستمد شرعيتها الكونية من عالمية رسالتها الإسلامية: لا من مرامي العولمة :إن لم نقل العولمات الصهيونية الحالية والمقبلة ..
فالإسلام عكس كل الديانات السابقة هو: الدين الوحيد الذي لا يرتبط بقوم ولا قبيلة ولا شعب ولا وطن: 
بل رسالة لكل الناس كما يملي نداؤه سبحانه وتعالى بذلك في العديد من الآيات المبتدئة ب : يا أيها الناس.. 
فكل الناس وبلا استثناء خاتم رسلهم هو نبينا محمد صلوات الله عليه :
بعثت للناس كافة : كما قال صلوات ربنا عليه ..
وكما قال له تعالى :  وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.
لكننا وللأسف: كفرنا بهاته العالمية حتى صار العديد منا لا يرى كفرا للكافرين :ظنا بأن دياناتهم الموضوعة أو المحرفة خاصة بهم..وبأن لاعلاقة لغير العرب بالإسلام .
وهذا الكفر بعالمية الرسالة الإسلامية هو السبب الخفي في  تقاعس العديد مناعلى التدافع ضد كل الأمم الظالمة ، والتي خططت ومنذ قرون للمزيد من تخلف أمتنا المتشردمة بدويلاتها، والمتواكلة على العدو في جل المجالات.. وغير مستفيدة بتاتا من آيات القرآن الحاثة:
 على عدم الثقة في اليهود مهما تعايشنا معهم.. 
وعلى الحذر من طوية النفسية الصهيونية كما تِؤكد العديد من البحوث والدراسات..
 لكننا نأبى إلا التضحية بأنفسنا كخرفان تتهافت للسلام على الذئاب ..بالرغم من قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم .. وقوله تعالى : إنهم يكيدون كيدا .. وقوله تعالى إلا أن تتقوا منهم تقاة . 
فحين انهارت الخلافة الإسلامية بالتخطيطات الصهيونية القديمة والماكرة :لم يكتف الصهاينة بهذا السقوط: بل عملوا لتكريس كل مظاهر التخلف: لتصبح كل أوطاننا مرة أخرى قابلة للإستعمار.. ولم تقاومهم في الماضي سوى روحانية الأمة ومبادءها :
ولهذا يركزون اليوم على تحطيم ميزة الإنسان المسلم فكريا وعلميا وقلبيا وروحيا وبتركيز خطير على النساء .. حتى أصبحنا لا نفرق بين المسلم وغيره إلا بالأسماء..
فقد ذبنا باسم التفتح بل التفتخ.
 ولم تعد لنا أية مميزات لا فرديا ولا حضاريا ولا كأمة ..
والأمة لا أعني بها الأمة العربية كما يظن البعض، بل أمتنا كل أمة الإسلام : 
فنحن زهاء ملياري  مسلم .. لكن منهزمين أمام كثلة لا تعد من اليهود ..أفليس هذا بطامة ؟
وتفوقهم عالميا كان لسبب واحد: هو طموحهم لعولمتهم ووحدتهم  باسم التلمود والتوراة اللذان يدرسوهما  بجدية: وفي كل المستويات..
بل ومن زمان وهم يخططون لاستعباد كل العالم :  في الوقت الذي نحن فيه كافرون بوحدتنا بل وبعالمية رسالتنا وأمتنا تماما كما يريدون ......... 
بل ومتقاعسون في تحرير أنفسنا من هاته القبضة رغم وعينا الجلي بها.. 
فكيف نفي بتحريرنا للإنسانية من الخطر الصهيوني القادم وهذا حالنا؟
وكيف ننادي بالأنسنة بالإسلام كله  مستقبلا وهاته طامتنا؟

فالكفر بعالميتنا ووحدتنا كفر بالعديد من الآيات الكريمة :

أفتومنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟ فما جزاء من يفعل ذلك إلا خزي في الحياة الدنيا ...

وها قد أصابنا خزي الذلة والمسكنة والتخلف دنيويا: حتى صار المسلم اليوم ينعت بكل أمراض اليهودي تاريخيا.
وهذا فقط من أول ثمارمكرهم: 
وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال : كما قال تعالى ..
ولهذا نصوغ قاعدتنا التالية :
   يعد الصهاينة أول المسؤولين على أزمات وحروب العالم وعلى فساد الإنسان.. وعلى فساد المرأة والشباب .. فهم عشاق ظلام يكرهون النور.. ومخططوا شرور سيخزي باطلهم حقنا ..وعبدة ذهب يحسدون الناس على ما آتاهم الله من خير.. بل ومومنون بأن الباطل  هو الغالب: ولهذا يبرم كهنتهم اتفاقات مباشرة مع إبليس كما تملي عقائدهم وكتبهم المقدسة  وبروتوكولات حاخاماتهم السحرية : فمهمتهم تمكين إبليس من الإنسانية بوزارتهم المرتقبة للدجال كأمير سلام عندهم .
وللأسف فإن العديد منا  لا يرى هذا السم في دسمهم : ولا يرى أن :العلمانية التي نكرسها فينا هي السبب الأكبر في تخلفنا وتعميق القطيعة التاريخية بين ماضينا ومستقبلنا : 
وهاته القطيعة بين الإسلام كحضارة والإسلام كبديل ـ وبين مجد الماضي ومجدنا المقبل ـ والتي نعيش تقاطعاتها اليوم وظلماتها: لن تنار إلا بما مجد به السلف وبما سيتمجد به الخلف: وهو قرآننا الكريم سنيا وبكل حضارة وعالمية..
بل وبكل خصائص وخصوصيات شريعتنا الغراء
فللأمة الإسلامية خصائص القرآن الكريم :المتمثلة في النورانية والعالمية والعلمية والهيمنة والحياة ..

وإلا ستبقى كل فضائلها ميتة : كما حالنا وبكل أسف .
رغم أن اليهودية لم تعد سوى مخططات سحرية شيطانية ، وديانة إحتلال وإحتيال لا غير..
وهاته قاعدة مرادفة .

خامسا :حلم إبليس الكوني اليهودي وجهادنا العرفاني :

كثير منا من يرى صراعنا مع اليهود صراع أرض فقط ،وإن سمى فكره فهم سموم الإمبريالية الصهيونية ..
لكن قليلون أولئك الذين لهم الرؤيا القرآنية كاملة عن اليهود، وأقل من القليل من يعمل على دحض هذا الشر وهذا الباطل ، لكننا لا نقزم رؤيتنا في هاته المحاور..
 بل نضع صراعنا مع اليهود صراع نبوة من سيدنا يعقوب عليه السلام حتى قيام الساعة ..
بل ونجاهدهم باسم الأنبياء والدين لا فلسطين وإمبرياليتهم فقط :
فنحن لا ننسى الأصل  لنتشبت فقط بالفرع ..
بل نضع صراعنا مع الصهيونية في إطاره الأكبر: 
صراع خير مطلق وشرور مطلقة . 
ولهذا نتصادم في هذا الصراع مع إبليس مباشرة في عالمنا الصوفي لسبب بسيط هو أن :

اليهودية أقوى أسلحة إبليس وآخرها قبل الدجال وياجوج وماجوج ولن نهزمهم أبدا  إلا بحرب جهادية باسم المقدس  
 وهاته قاعدة مذهبية لنا أيضا . 
وهاته الحرب انتصرنا والله في شطرها الصوفي ولم يبقى سوى الإنتصار الأرضي الذي هو من العلامات الكبرى لقيامتنا..
ولهاته القيامة نقوم اليوم موقنين بقوله تعالى : وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا فإذا جاء وعد أولاهما بعثناعليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا .
 وهذا قد تجسد تاريخيا ..
ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا  
وهذا هو العلو الكبير المذكور في الآية والمجسد حاضرا..
....... فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد  كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ..
 ولهذا الوعد تعد قيامتنا وعن وعد الآخرة هذا تدور محاور مذهبنا الكبرى..
 فالنصر على دولة وعولمات الصهاينة مهما طغوا ومهما علوا إذن قدر مقدور والحمد لله ...
 ووظيفة مذهبنا التبشير بهذا النصر الذي يعني ظهور المهدي فنزول عيسى عليهما السلام ..  وهاته قاعدة مذهبية لنا أيضا.
فما العلاقة بين روحانيات عيسى عليه السلام وماديات اليهود حتى الحلم المادي بهيكل سليمان عليه السلام وحتى ألوهية الدجال وإبليس؟..
فهذا ما نلمز له بحلم إبليس أو الحرب الصوفية التي ظن اليهود أنهم انتصروا فيها بكهنوتهم:
وفكرة هاته الحرب متسلسلة من إبليس وقبل خلق آدم وحتى نزول عيسى عليهما السلام :
فقبل أن يكون الإنسان إنسانا حيث لا إنسان : كانت الجن وحدها تستوطن الأرض وآفاقها..فدارت أكبر فتنة وقتها إذ طغى عفاريت الجن بعضهم على بعض لتدور حرب كونية بمعنى الكلمة حيث كان كل جني يسعى لتحقيق كل أحلامه المادية والروحية في الكون ..
فدارت حرب طاحنة بينهم..وكان عزازيل وقتها ـ إبليس فيما بعدـ من عبدة الجن الموحدين لله حتى أنه ومن ظاهر عبادته تراءت له الملائكة وأصعدته إلى السماء الدنيا فالثانية حتى الخامسة كما يروى..
بل وكان له في كل سماء إسم صالح كالتقي والولي والعابد وغيرها ..
وحينما قامت هاته الحرب المادية الروحية الأولى أمر الله إبليس أن يهدأها بمعية الملائكة وفعلا أعانه الله في تحقيق مهمته ليكلفه فيما بعد ببعض مهام كوننا..
فكان سيدا عابدا ذو منظر براق قوي وغني وذو سلطة، فداخل نفسه الشريرة غرورها ليطمع في ألوهية الكون لعنة الله التامة عليه ،فقال سرا :  أنا من أنا، أنا أستحق أن أعبد : 
وبدأ يعبد نفسه بنفسه طمعا في أن يستعبد كل الكون لسلطانه ..
وفي هذا الوقت بالذات خلق الله سيدنا وأبانا آدم عليه السلام ..
فكان الإنسان في شخص آدم هو الحلقة الجديدة التي لم يهندس لها ولم تطرأ لحيلته على بال..
ورغم ذلك كتم أمره ليتسلل إلى جسد آدم وهو ممدد قبل نفخ الروح فيه وطوله ستون ذراعا وله بهاء باهر فأخذته الهيبة منه عليه السلام ..
فقال :  ما خلق هذا إلا لغاية ..  
ثم ضربه برجله عليه اللعنة فوجد له طنينا ففرح وقال : إنه أجوف وأقدر على السريان فيه واختراقه .. 
وفعلا دخل فيه..
بل وفرح بقدرته على هذا المخلوق الجديد مما زاده أملا في ألوهيته ..
لكن سرعان ما أعلن كل هذا: بكيد الله المتين سبحانه ..
والذي في الوقت الذي كان المنافق إبليس بمعية الملائكة يتظاهر بالطاعة التامة ..
ولحد شغف العديد من الملائكة الكرام به قال الله سبحانه وتعالى للملائكة عن آدم : 
فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ..
« وسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس »
فقال  له تعالى :  ما منعك أن تسجد إذ أمرتك 
فقال الملعون :  أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين  
وهنا سجلت على إبليس أكبر المعاصي :
ــ التكبر على خلق الله واحتقار مخلوقاته
ــ عصيان الأمر المباشر من الله له بالسجود
ــ الحسد لآدم
ــ نفاقه للملائكة
ــ تعنته
فكانت هاته الآثام كافية ليقول له تعالى : فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين 
لكنه تعنت ليزيد ذنبا أكبر من كل الذنوب الماضية قائلا لله سبحانه وتعالى : 
 فبما أغويتني...  فنفى عن نفسه الغواية ليلصقها بمشيئة الله كما مذهب القدرية ..بل وليزيد قائلا : لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين  
 ولأقعدن لهم صراطك المستقيم ..ولآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين  
وهنا يبرز إبليس لعنة الله عليه العبادة التي كان يتوخاها : 
وهي معصية المخلوق للخالق وتلك هي الشهادة الكبرى للأبالسة وكل من يقع في معصية فهو يعبد إبليس بنسبة ما ..
ولولا فضل الله ورحمته لكان ما سوى الأنبياء عليهم السلام من الهالكين.
ولحكمة من الله أجاز الله سبحانه لآدم وهو النبي المعصوم الأكل من الشجرة المحرمة التي هي في اجتهادنا والله أعلم شجرة الموت ليكتب على الإنسانية الخروج من الجنة لعوالم الفناء بمكر إبليس بالإنسان ومكر الله بإبليس وذريته وكل من سيتبعهم ويدين بدينهم .
وهاهناك نزل آدم تائبا خائفا وجلا من الله لتزيد عبودية الإنسان كمالا بهذا النزول ويزيد كفر إبليس ظهورا وهو يشن لحد الآن حربه على المومنين.
لكن هل تخلى إبليس عليه اللعنة التامة على أحلامه وأوهامه؟ 
بلى والله بلى : 
بل وبعد أن فقد عالم الحقيقة واقتنع أن الحق مقدس ومتعالي عند الله حتى أنه إسم من أسمائه .. 
فقد كل حلم له في عالم الحق والحقائق ليبقى أمامه فقط عالم الباطل والوهم، فالمعاصي كلها بواطل تجعله يكرس وهمه :
 فهو يدعو للكذب ويأمل في انتصار كذبه على صدق المومنين، ومن هزمه كذب إبليس وادعى الإيمان فهو منافق، ويدعو للخمور حتى يخرج عقله وروحه من الحقيقة نحو
الأوهام وبذلك يأمر اتباعه ويدعو لشهادة الزور والزنا وغيرها وكلها ذنوب إن محصتها تجدها تخرج العقل والقلب والروح من العالم الحق لعالم الوهم الذي هو كل ما بقي لإبليس لحد اعتماده الكبير واتخاذه السحر كأكبر سلاح لكهنته ورسله..
وبهذا كله يريد أن يبني مملكة الضلال التي وللأسف استطاع أن يبني جزأها بذريته ثم بكفرة الناس ومنافقيهم ...
وليظل هذا التمني يراوده عليه اللعنة لحد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث غلقت كل أبواب السماوات ولم يبقى إلا باب التوبة المحرم على إبليس قدرا ..
إذ كانت الجن والشياطين تستطيع الجلوس في السماء وسماع أخبارها أثناء فترات الرسل كلهم ، لكن وما أن بعث محمد صلوات الله عليه حتى غلقت كل الأبواب وسلحت كما قالت الجن : 
وإنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا 
وهكذا ضيق الله تعالى على إبليس كل الكون ليسجنه بالأرض.
ولهذا نرى أن الحلم بالسيطرة على الكون في عليائه ساري في دماء الأبالسة تكبرا منهم وكلما فقدوا علاء ركزوا أكثر على الأسفل ..
بل ومنذ بعثة الرسول صلوات الله عليه أصبحت هاته الحرب المادية الروحية التي نصطلح عليها بالحرب الصوفية مركزة على الأرض وآفاقها فقط .. 
لكن رغم ذلك لا زالت أحلام إبليس الشريرة تراوده لحد وحيه للكافر بحرب النجوم .. وادعائه إسقاطها عند رؤية شهبها المتطايرة وادعائه أنه قادر على هدم الكون.
فلقد جاء الرسول صلوات الله عليه وإبليس في أبهى حلله: 
فقد أضل كل تبعة الرسل والأنبياء دون استثناء ..وليبقى له الرسول الأمي صلوات الله عليه الذي كان يظن بأن انتصاره البين عليه محتوم ..
وسيرة الرسول تبين كيف أن الحرب بينه وبين الكفار تأخذ في العديد من الأحيان أفقها الصوفي ليتدخل إبليس وجنوده لجانب الكفار مباشرة :  لا غالب اليوم لكم من الناس وإني جار لكم   كما قال إبليس للكفرة..
 ولتتدخل بأمر الله وفضله سبحانه الملائكة مباشرة في بعض الغزوات :إني ممدكم بخمس آلاف من الملائكة مردفين 
فهاته الحرب التي نخوضها اليوم ضد اليهود إنما هي حرب صوفية في حقيقتها  ضد إبليس ولها تاريخ ما قبل الإنسانية :
ففي الوقت الذي قال إبليس فيه :  أنا من أنا ،أنا أستحق أن أعبد، أنا إله الأرض 
 قال الله سبحانه  :   إني جاعل في الأرض خليفة  
وكانت الأمانة العظمى التي لم تقبلها المخلوقات هي هاته الخلافة التي من لوازمها طاعة الله بمحاربة النفس لأنها هي طريق إبليس نحو إفساد الروح التي هي أكبر أمانة عند الإنسان من الله ..ومن أضاعها  خسر دنياه وآخرته.
ومن هنالك والحرب قائمة صوفيا ودينيا بين إبليس المتأله والخلفاء العابدون حقا.وهم الأنبياء عليهم السلام  والأولياء قدس الله أسرارهم .
فإبليس يركز على إفساد الروح الإنسانية ولا يهمه بعدها قوة وجمال الجسم وأناقته ولا علوم العقل عند الكافرين.. إذ يحاول أن يهدم عقول وأجسام وأرواح المومنين ولو قدر علينا لمحانا من الأرض لولا حفظة الملائكة عليهم السلام.
وعند الصوفية هناك الأقطاب والأبدال وأهل التصريف كالخضر وذي القرنين والعديد من الأولياء الذين تمكنوا من سحق إبليس صوفيا تماما كما الأنبياء:
 فإبراهيم عليه السلام زند ظهر إبليس ضربا بالحجارة والرسول صلوات الله عليه شد عنقه بعنف كاد أن يقضي فيه عليه كما قال صلوات الله عليه : لولا دعوة أخي سليمان لربطته بإحدى سواري المسجد يتلاعب به الصبيان 
 ويروى أن الرسول يوما كان يؤِم الناس وفجأة أخد يتدافع بيده مرات عديدة فسأله الصحابة عن حركاته تلك فقال لهم عليه السلام :
لقد أتى الشيطان بشهاب من نار ليحرقني فكنت أدافعه 
 وهناك أحاديث كثيرة تروي كيف أن للأنبياء تصادم مباشر مع إبليس .. مسكها أسرار أخفاها عنا الأنبياء ويخفوها عنا الأولياء لأنها ليست علوما للعامة بل هي علوم الخاصة كعلم اليقين والعلوم اللدنية وعلم الكتاب وغيرها..
ولهذا فإن إبليس اليوم محاصر ولله الحمد في عالمنا السفلي فقط ، بل وجاء في بعض الأخبار أن مملكته في البحر ..
بل وأكد بعض الروحانيين أنها في الثلت الخالي وبمثلث برمودا بالضبط لأن أمورا غريبة لا تفسير علمي لها لحد الآن في هذين الموقعين ..
وهو كما نراه بحمد الله قد شاخ وهزلت أوهامه لكنه لايزال يحافظ على كل عصيانه بعد أن لم يبق له إلا حلم الإمبراطورية الكهنوتية لليهود وأميرهم الدجال الذين نحن اليوم واقفون بمدرستنا ومعهدنا  ضدها .. وواثقين في مهدينا المنتظر عليه السلام بعد أن كملت لنا بحمد الله ختمة النصر الصوفية : 
وعلى كل أوهام الكهنوت :